ألم, وجرح دامي أصابت الشخصيات الوطنية الكردية والعربية برحيل العلامة اللغوي جلادت بدرخان, هذا العلامة الذي قضى نحبه في شكل مأسوي حيث انهار البئر المشئوم, والذي قضى على هذا الإنسان الرقيق مع الشعب, المحب والمخلص للغة قومه, والمتواضع في كل مجالات الحياة اليومية فقد حدثني أستاذ المرحوم أوصمان صبري عن جلادت بدرخان قائلاً:" لقد كان أوصمان صبري متواضعاً في اللغة الكردية, أي إذا غمض عليه والتبس فهم معنى كلمة من الكلمات كان يسأل أي شخص كردي عن معنى هذه الكلمة وإن سأل هو عن معان كلمة كردية فإن عرف أجاب وإن لم يعرف كان يقول بكل وضوح لا أعرف, وهذا درس للجميع ولكل من يدعي معرفته الشاملة وأحكامه القطعية في معنى كلمة من الكلمات أو الحكم على مسألة في قواعد اللغة الكردية ويرى نفسه فوق جلادت وهم لم يخرجوا من عباءة جلادت بدرخان.
جلادت اللغوي المهوس والقلق على كل كلمة تخرج من فم قروي أو فنان مغني حيث يسطرها في قاموسه الذي لم يرى النور إلى الآن, فقد حدثني أن المرحوم ألف قاموساً في اللغة الكردية وقد راجعته بنفسي ثم سلمته له بعد فترة وجيزة, ولا نعرف أين بقي هذا القاموس ومن الذي تصرف به؟ وما تحمله كلمات الرثاء القلبية الحارة من الشخصية الوطنية حسن حاجو بحق علم من أعلام اللغة الكردية فهي بحق رثاء يخرج من صميم قلب أصابه الحزن لفقده هذه الشخصية العلمية الراقية, ولقد كان تأثير جلادت على هذه الشخصية كبيرة فهو يكتب عن هذا المصاب الجلل ويتذكر قصة الكلمة التي كان يبحث عن مرادفات كلمة (تحريك), نعم جلادت المسكون بالهم اللغوي إلى درجة نقي عظامه الخالدة, وهذه هي كلمة المرحوم حسن حاجو آغا: