يوم عالمي روتيني
من جهتها تؤكد هيناز ،طالبة الماجستير في العلوم الإجتماعية على روتينية مناسبة يوم المراة فبرأيها "عيد المرأة العالمي متشابه مع غيره من الأيام دون أن يحمل للمرأة الكوردية أي تغيير في حياتها , فهي في مختلف أماكن تواجدها تعاني القوانين التمييزية , حالها كحال نساء العالم فليس في العالم بأسره دولة تقرّ بالمساواة التامة بين الجنسين , فقضية المرأة الكوردية هي قضية سياسية واجتماعية من الدرجة الأولى" .
و ترى خبات عيسى ( ناشطة حقوقية ) إن:" يوم المرأة العالمي شعار مفتعل وهو قاموس لا يحمل أية دلالات تمس واقعا يحتاج للتغيير , ولا يعني العيد شيئاً طالما أن هناك الكثيرات ممن تم إقصائهن من معادلة الحياة أصلا , ومن يود التأكد من مرارة ما يجري فلينزل بالقرب من موقف قريب لإحدى القرى الفقيرة والمنسية ويرى التعاسة التي تعيشها الكثير من السيدات ممن يعشن بعيدا عن الحياة ".
حواجز دينية
وتتشابه نظرة النسوة الكورد مع نظيراتهن في العراق حيث تقول "زين علي" وهي فنانة تشكيلية :" إن يوم المرأة العالمي لا يعني نساء الكورد فما تزال المرأة الكوردية حبيسة العادات والتقاليد والقوانين المجتمعية ولا زالت هذه الإنسانة تقاوم لتنهض من بين الأنقاض ,فالنظام السياسي أهلكها وجعل الزمن يعود بها للخلف كثيرا , نسائنا فقدن لحظة الفرح في حقبة معينة والآن تعشن تبعات المأساة "
من جهته تركز الأستاذة في جامعة كركوك " شيلان طالباني على الدين والمرأة نفسها فتقول "لا زالت المرأة الكوردية مقهورة لأنها تمر بنوع من التخلف الاجتماعي لم تكن تعاني منه قبلا بهذه الدرجة مثلا في كوردستان العراق المرأة الكوردية قبل الأنفال كانت امرأة لها مكانتها الكبيرة في القرية, كان رأيها يسمع, لم يكن صوتها عورة ولا غنائها,أما الآن فإن الأفكار الوهابية والمتزمتة التي ليست من أصل مجتمعنا أصبحت تملأ أدمغة الكثيرات من نسائنا, لذا أصبحن متزمتات, متكلفات وغير طبيعيات فكثر الحجاب ولكن كثر معه الماكياج الصارخ, أي نفس النساء اللواتي يضعن الحجاب يتبرجن بطريقة صارخة وهذا تناقض .
وتضيف" الأهم أن تتحرر المرأة من التفكير البليد فأكبر مشكلة لدينا هي أن المرأة ما زالت أسيرة أرائها الغبية فهي لا ترى نفسها كإنسانة, وهي اكبر عدو لبنات جنسها, هذا هو اخطر أنواع العبودية, أنا لا اعني إن كل النساء يجب أن يعملن فأنا لا أرى بأن خروج المرأة للعمل هو الحل الأساسي فالتحرر لاينتج من العمل وحده" .